U3F1ZWV6ZTIzMzYxNTQxOTIzMzM5X0ZyZWUxNDczODQ4MDczNzc4OQ==

السياحة بالمغرب

 


السياحة بالمغرب


السياحة في المغرب تشكل أحد القطاعات الرئيسية التي تساهم في الاقتصاد الوطني حيث يعد المغرب وجهة سياحية متنوعة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم بفضل مزيج من التاريخ والثقافة والطبيعة الخلابة تشتهر مدن المغرب العتيقة مثل فاس ومراكش ومكناس وشفشاون بمعالمها التاريخية وأسواقها التقليدية التي تعكس التراث المغربي الأصيل

الشواطئ المغربية من أبرز وجهات السياحة حيث تنتشر على طول البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي ما يجعلها مقصدًا لمحبي البحر والاستجمام في فصول مختلفة من السنة تشتهر مدن مثل أكادير والدار البيضاء وشفشاون وسيدي إفني بشواطئها الجميلة والمناسبة للسباحة والاسترخاء

أما جبال الأطلس فهي من بين الوجهات المفضلة لعشاق المغامرة حيث توفر فرص التزلج في الشتاء وتسلق الجبال في الصيف إلى جانب المحميات الطبيعية التي تضمها المناطق الجبلية مثل سوس ماسة وتوبقال

المطبخ المغربي بدوره يمثل جزءا أساسيا من التجربة السياحية حيث يجذب الزوار من خلال الأطباق التقليدية مثل الطاجين والكسكس والبسطيلة التي تمتاز بمزج النكهات الحلوة والحارة إضافة إلى الفواكه المجففة والمكسرات التي جلبتها الثقافات المختلفة عبر العصور

تسهم السياحة الدينية في جذب الزوار الذين يتوافدون على مدن مثل مراكش وفاس والرباط التي تحتوي على مساجد تاريخية وزوايا لها مكانتها الكبيرة في الثقافة المغربية

بذلك يشكل المغرب وجهة سياحية متميزة تجمع بين العراقة والحداثة مما يجذب السياح الباحثين عن تجربة غنية ومتنوعة

سياحة المدن القديمة

ركز النشاط السياحي الرسمي في المغرب خلال سنوات طويلة على إبراز الموروث الثقافي الذي تحمله المدن العتيقة حيث تتميز بمآثرها التاريخية وصناعاتها التقليدية وثقافتها الشعبية فمدينة فاس مثلا تعد أول مدينة إسلامية في بلاد المغرب وهي بمثابة متحف مفتوح ينبض بالحياة والتاريخ بما تحتويه من جامعة القرويين العريقة والأسواق التقليدية والفنادق التي تحمل عبق الماضي أما مراكش الحمراء فتتوسطها صومعة الكتبية التي تلفت الأنظار ويثير اهتمام زوارها قصر البديع واستراحة المنارة وحدائق أكدال بجانب عالمها المتنوع من الصناعات التقليدية إلا أن القلب النابض للمدينة يتمثل في ساحة جامع الفنا التي صنفتها اليونسكو تراثا إنسانيا عالميا للآداب والفنون الشفوية حيث تبقى فضاء مفتوحا يقدم أشكال الفرجة الشعبية بمختلف ألوانها وأصالتها وليس غريبا أن تكون مراكش وجهة لاحتضان المهرجان الوطني للفنون الشعبية وتستكمل مكناس والرباط وسلا المشهد الثقافي بجمالها بينما تجذب طنجة عروس الشمال الزوار بإطلالتها الساحرة على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي أما تارودانت فهي نافذة أخرى تفتح أبوابها على تاريخ عريق يضم مكتبات وقلاعا ومتاحف تروي قصة الماضي وتجذب كل سائح متعطش للمعرفة والتراث.

السياحة الجبلية

 

منذ أن بدأ النشاط السياحي يأخذ طابعه الحديث اكتشف عشاق المغامرة فضاءات فريدة لممارسة السياحة الجبلية حيث أصبحت مدينة أزيلال الواقعة شرق مراكش مركزا رئيسيا لهذا النشاط ففي فصل الشتاء تتحول جبال الأطلس إلى وجهة مفضلة بفضل الثلوج التي تغطي قممها وتمنحها منظرا خلابا يتوفر المغرب على مواقع متميزة للتزلج على الثلج مثل أوكايمدن القريبة من مراكش وميشليفن في منطقة إيفران وأزرو حيث توجد تجهيزات رياضية وسياحية تساعد على توفير تجربة فريدة للزوار

أما في فصل الصيف فتزداد حيوية الأنشطة الجبلية مثل رياضات تسلق الجبال التي تشهد إقبالا كبيرا خاصة في ضواحي مراكش كما تحظى قوافل عبور الأطلس الكبير بشعبية واسعة حيث تبدأ الرحلات من السفح الشمالي عند أزيلال مرورا بمناطق مثل سكورة ومكونة وتنغير بالسفح الجنوبي إضافة إلى ذلك تستقطب المغارات العميقة عشاق الاستكشاف مثل مغارات ضواحي أغادير في الجنوب وتازة في الشمال الشرقي

كما تستهوي هذه المناطق عشاق الطبيعة حيث تتوفر جبال الأطلس والريف على أهم المحميات الطبيعية في البلاد مثل محمية سوس ماسة التي تضم تنوعا بيولوجيا مدهشا ومحمية توبقال التي تعد الأكبر والأكثر شهرة بين المحميات المغربية مما يجعل من هذه الوجهات نقطة جذب متميزة لعشاق الطبيعة والاستكشاف طوال العام

 

السياحة الشاطئية

 

يمتلك المغرب ساحلا ممتدا بطول ثلاثة آلاف وخمسمائة كيلومتر تتوزع بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وهو ما يجعل منه وجهة مميزة لعشاق الشواطئ سواء كانوا مغاربة أو أجانب وتعتبر الشواطئ واحدة من أبرز الوجهات السياحية خاصة خلال فصل الصيف حيث يقصدها الزوار للاستمتاع بالطبيعة وأجواء الراحة

على البحر الأبيض المتوسط تقدم الشواطئ هدوءا خاصا بمياهها الصافية ورمالها الذهبية حيث تمتد من السعيدية في أقصى الشرق إلى طنجة في أقصى الشمال مرورا بوجهات مميزة مثل الجبهة والحسيمة والقصر الصغير بينما على المحيط الأطلسي تتنوع الشواطئ في طباعها وتضاريسها بدءا من طنجة شمالا إلى الداخلة والكركرات في الجنوب حيث تتوزع بين مدن مثل أصيلة التي تشتهر بأجوائها الفنية ومولاي بوسلهام ذات الطبيعة الساحرة والرباط وتمارة التي تجمع بين المدينة والطبيعة إلى جانب الدار البيضاء بشواطئها الحضرية وأكادير التي تُعد وجهة صيفية شهيرة والصويرة وأسفي التي تمتاز برياضات ركوب الأمواج والوليدية المعروفة بجمال خلجانها الهادئة

طنجة تبرز كإحدى أبرز العواصم السياحية لهذه الشواطئ حيث تجمع بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وتوفر تجربة فريدة من نوعها تجعلها واحدة من الوجهات المفضلة لدى السياح الباحثين عن تنوع في المشاهد الطبيعية والأنشطة البحرية

 


سياحة الطعام

 

يشتهر المغرب بتنوع مطبخه الذي يعتبر من أكثر المطابخ غنى وتميزا في العالم حيث يجذب بمأكولاته الشهية السائحين من مختلف أنحاء العالم ويعتمد المطبخ المغربي على تشكيلة واسعة من التوابل والخضروات المحلية واللحوم الطازجة التي تشكل الأساس لمعظم أطباقه التقليدية ويتميز بطرق طهيه الفريدة مثل استخدام الطاجين الذي يمنح الأطباق نكهة مميزة

تعود جذور الأطباق المغربية إلى السكان الأوائل حيث ابتكروا طرقا للطهو باستخدام مكونات بسيطة مثل الكسكسي والحمص والفاصوليا التي أصبحت فيما بعد ركائز أساسية في المطبخ المغربي ومع الفتح العربي في القرن السابع الميلادي شهد المطبخ المغربي تطورا كبيرا حيث أدخل العرب التوابل الشرقية مثل القرفة والزنجبيل والفلفل الحلو والتي جاءت من الهند والصين كما جلبوا معهم المكسرات والفواكه المجففة من بلاد فارس وهو ما أضاف لمسة فريدة إلى الأطباق المغربية من خلال الجمع بين النكهات الحلوة واللاذعة في طبق واحد

المطبخ المغربي اليوم يعكس مزيجا من الثقافات المختلفة التي مرت على المغرب مثل الثقافة الأمازيغية والعربية والأندلسية وحتى الأوروبية مما يجعله غنيًا بالتنوع ومصدر إلهام لمحبي الطعام حول العالم وتشكل أطباق مثل الطاجين والكسكس والبسطيلة والحريرة رمزا للضيافة المغربية وأحد عوامل الجذب السياحي التي تميز المغرب


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة