السياحة الجبلية
منذ أن بدأ النشاط السياحي يأخذ طابعه الحديث اكتشف عشاق المغامرة فضاءات فريدة لممارسة السياحة الجبلية حيث أصبحت مدينة أزيلال الواقعة شرق مراكش مركزا رئيسيا لهذا النشاط ففي فصل الشتاء تتحول جبال الأطلس إلى وجهة مفضلة بفضل الثلوج التي تغطي قممها وتمنحها منظرا خلابا يتوفر المغرب على مواقع متميزة للتزلج على الثلج مثل أوكايمدن القريبة من مراكش وميشليفن في منطقة إيفران وأزرو حيث توجد تجهيزات رياضية وسياحية تساعد على توفير تجربة فريدة للزوار
أما في فصل الصيف فتزداد حيوية الأنشطة الجبلية مثل رياضات تسلق الجبال التي تشهد إقبالا كبيرا خاصة في ضواحي مراكش كما تحظى قوافل عبور الأطلس الكبير بشعبية واسعة حيث تبدأ الرحلات من السفح الشمالي عند أزيلال مرورا بمناطق مثل سكورة ومكونة وتنغير بالسفح الجنوبي إضافة إلى ذلك تستقطب المغارات العميقة عشاق الاستكشاف مثل مغارات ضواحي أغادير في الجنوب وتازة في الشمال الشرقي
كما تستهوي هذه المناطق عشاق الطبيعة حيث تتوفر جبال الأطلس والريف على أهم المحميات الطبيعية في البلاد مثل محمية سوس ماسة التي تضم تنوعا بيولوجيا مدهشا ومحمية توبقال التي تعد الأكبر والأكثر شهرة بين المحميات المغربية مما يجعل من هذه الوجهات نقطة جذب متميزة لعشاق الطبيعة والاستكشاف طوال العام
السياحة الشاطئية
يمتلك المغرب ساحلا ممتدا بطول ثلاثة آلاف وخمسمائة كيلومتر تتوزع بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وهو ما يجعل منه وجهة مميزة لعشاق الشواطئ سواء كانوا مغاربة أو أجانب وتعتبر الشواطئ واحدة من أبرز الوجهات السياحية خاصة خلال فصل الصيف حيث يقصدها الزوار للاستمتاع بالطبيعة وأجواء الراحة
على البحر الأبيض المتوسط تقدم الشواطئ هدوءا خاصا بمياهها الصافية ورمالها الذهبية حيث تمتد من السعيدية في أقصى الشرق إلى طنجة في أقصى الشمال مرورا بوجهات مميزة مثل الجبهة والحسيمة والقصر الصغير بينما على المحيط الأطلسي تتنوع الشواطئ في طباعها وتضاريسها بدءا من طنجة شمالا إلى الداخلة والكركرات في الجنوب حيث تتوزع بين مدن مثل أصيلة التي تشتهر بأجوائها الفنية ومولاي بوسلهام ذات الطبيعة الساحرة والرباط وتمارة التي تجمع بين المدينة والطبيعة إلى جانب الدار البيضاء بشواطئها الحضرية وأكادير التي تُعد وجهة صيفية شهيرة والصويرة وأسفي التي تمتاز برياضات ركوب الأمواج والوليدية المعروفة بجمال خلجانها الهادئة
طنجة تبرز كإحدى أبرز العواصم السياحية لهذه الشواطئ حيث تجمع بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وتوفر تجربة فريدة من نوعها تجعلها واحدة من الوجهات المفضلة لدى السياح الباحثين عن تنوع في المشاهد الطبيعية والأنشطة البحرية
سياحة الطعام
يشتهر المغرب بتنوع مطبخه الذي يعتبر من أكثر المطابخ غنى وتميزا في العالم حيث يجذب بمأكولاته الشهية السائحين من مختلف أنحاء العالم ويعتمد المطبخ المغربي على تشكيلة واسعة من التوابل والخضروات المحلية واللحوم الطازجة التي تشكل الأساس لمعظم أطباقه التقليدية ويتميز بطرق طهيه الفريدة مثل استخدام الطاجين الذي يمنح الأطباق نكهة مميزة
تعود جذور الأطباق المغربية إلى السكان الأوائل حيث ابتكروا طرقا للطهو باستخدام مكونات بسيطة مثل الكسكسي والحمص والفاصوليا التي أصبحت فيما بعد ركائز أساسية في المطبخ المغربي ومع الفتح العربي في القرن السابع الميلادي شهد المطبخ المغربي تطورا كبيرا حيث أدخل العرب التوابل الشرقية مثل القرفة والزنجبيل والفلفل الحلو والتي جاءت من الهند والصين كما جلبوا معهم المكسرات والفواكه المجففة من بلاد فارس وهو ما أضاف لمسة فريدة إلى الأطباق المغربية من خلال الجمع بين النكهات الحلوة واللاذعة في طبق واحد
المطبخ المغربي اليوم يعكس مزيجا من الثقافات المختلفة التي مرت على المغرب مثل الثقافة الأمازيغية والعربية والأندلسية وحتى الأوروبية مما يجعله غنيًا بالتنوع ومصدر إلهام لمحبي الطعام حول العالم وتشكل أطباق مثل الطاجين والكسكس والبسطيلة والحريرة رمزا للضيافة المغربية وأحد عوامل الجذب السياحي التي تميز المغرب
إرسال تعليق